في القدس

[size=24]بسم الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم[/size]

أما بعد :
نشكر المتواجدين في هذا المنتدى ونرجو لهم المزيد من الإبداع
هذه الجزء من القصيدة حفظته عن الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي وهي قصيدة رائعة عن القدس الشريف تصف معالمه ونواحيه وتبين المأساة الفلسطينية . أرجو أن تستمتعوا معي بهذه الأبيات :
مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت في نفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما تستطيع إحتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها بعد الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصر القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها
د في القدس بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته يفكر في قضاء إجازة أو في طلاء البيت
في القدس توراة وكهل جاء من منهاتن العليا ،يفقه فتية البولون في أحكامها
في القدس شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحي حائط المبكى وسياح من الإفرنج شقر لا يرون القدس إطلاقا
تراهم يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحات طول اليوم
في القدس دب الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس صلينا على الأسفلت
في القدس من في القدس إلا أنت
وتلفت التاريخ لي متبسما أظننت حقا أن عينك سوف تخطئهم وتبصر غيرهم
هاهم أمامك متن نص أنت حاشية عليه وهامش
أظننت أن زيارة ستزيح عن وجه المدينة حجاب واقها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتى سواك
وهي الغزالة في المدى سكن الزمان ببينها مازلت تركض خلفها مد ودعتك بعينها
أرفق بنفسك ساعة إني أراك وهنت
في لبقدس من في القدس إلا أنت
يا كاتب التاريخ فالمدينة دهرها دهران :
دهر مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها فاأل الخلق يدللكط الجميع
فكل رجال في المدينة ذو لسان إذا تسأله يبين

والقصيدة ما زالت طويلة وان شاء الله في المرة القادمة الجديييييييييييد

مشكور الأخ هشام على هذه القصيدة

شكرا لك يا اخي

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاةو السلام على رسول الله

الجزء الاول من القصيدة يعد من المقاطع الجميلة و الرائعة ، و فيه من التراكيب و المعاني شيء جميل و رائع

و زيادة على المعاني و التراكيب الجميلة المعبرة ، فان التفعيلة الواضحة تعطي نسقا و جرسا جميلين

و كذلك حسن اختيار القافية و هي الهاء مع الالف ، و هي قافية شائعة في قصائد الحزن و الاسى و الاسف ، كان منسجما مع طبيعة الموضوع و الحديث عن القدس و حالها مع بني صهيون.

و في هذا المقطع حكمة عامة كحكم المتنبي غير مربوطة ضرورة بموضوع القصيدة في قوله :

وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها بعد الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها

فليس كل غياب عن الاحبة ضار و ليس كل لقاء محمود !

لكن الجزء الآخر من القصيدة - على الاقل في نظري - سقط سقوطا حرا و تدحرج في سلم القيمة الشعرية عندما تخلى النسق العروضي الى شعر لا هو شعر التفعيلة و لا هو الشعر الحر المنفك عنها، مع عدم نفي احتوائها على جماليات تعبيرية رائعة كقوله:يا كاتب التاريخ فالمدينة دهرها دهران :
دهر مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم

و يبقى الشاعر تميم البرغوثي واحدا من الطاقات الادبية الواعدة في الشعر العربي.


و بورك فيكم جميعا.

ياسي خليل لقد اعطيت الموضوع حقه في التحليل والنقد وما كنت لاتدخل إلا لاضيف توضيحا فقط
جاء في نقدك ان الجزء الاخر سقط سقوطا حرا حسب رأيك أنا معك وحسب معرفتي البسيطة جدا في العروض ولكن سي خليل لو سمعت القصيدة من الشاعر البرغوثي لكان لك رأي آخر تسمعها وكانها موزونة ولها موسيقى خاصة عند تفاعل الشاعر معها وكما يقول أحد النقاد
أن الشعر في ذهن الشاعر هو حب منثور ، لكنه يخرجه منظوماً من فيه مثله مثل
الصائغ الذي يصنع القلائد فالحب مبثوثاً في كل مكان مبعثراً هنا وهناك،
الأ أن الصانع أو الصائغ يجمعه بخيط متين وبشكل أنيق فينتج عنده قلادة
جميلة تتهافت عليها أجياد النساء من كل مكان، أو هو كالفلاح الذي يزرع
الحب في أرضه فيرميه بانتظام ( أي بالتلقيط ) فيكون الزرع بعد الطلع
اسراباً وزرافات جميلة حسنة المنظر؛ وأما ما زاد عن الزرع من أعشاب وغيرها
فإنه يقوم برشه بالمبيد ليبقى الزرع الأصيل وحتى هذا فأنه يجتث منه ما كان
زائداً عن حده فهو يفرده وينقيه من الزوان ليكون زرعه أقوى وأكثر ثمراً
فكلما كان الزرع خفيفاً مفرداًَ كان الناتج أفضل وأجود وأجمل منظراً وكذلك
هو الشعر
منقول عن الناقد .هندي دويكات

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله

بوركت يا استاذ محمد على الملاحظة القيمة

فعلا ان للشاعر قوة في الالقاء و مكنة في السرد و قد سمعت هته القصيدة مباشرة عندما شارك بها في واحدة من اكبر مسابقات الشعر، و هو يتفاعل مع شعره بشكل يجعلك تحس بانه صادر من اعماقه و انه مكتوي بغربته عن وطنه.

و المقارنة في الحقيقة كانت بين مقطعين جد متمايزين، فبدا لي احدهما عذبا فراتا و الآخر ... أقل عذوبة منه !

و صدقت فان جمال الصنعة الشعرية في القدرة على حشد المعاني الكبيرة في المقاطع الصغيرة.

و للشعر مستوى من الصعوبة اكبر من النثر لان الشاعر مقيد بعروض و قافية، و لهذا كانت صنعته اجود و ارفع

و حيثما كان التنازل و التفريط في هته القواعد بدأ الشعر يتحول الى شيئ آخر لا هو بالشعر و لا هو بالنثر.

و بوركت على المقطع المنقول في وصف الشعر فهو وصف جميل بديع.

و بورك فيكم جميعا

بارك الله فيكم يا اساتذتي فبفضلكم يحلى المنتدى ويزدهر