المقدمة
إن الحمد لله نحمده و نشكره و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك و من الأمل إلا فيك و من التسليم إلا لك و من التفويض إلا إليك و من التوكل إلا عليك و من الرضا إلا عنك و من الطلب إلا منك و من الذل إلا في طاعتك و من الصبر إلا على بابك و من الرجاء إلا في يديك الكريمتين و من الرهبة إلا بجلالك العظيم.
اللهم تتابع برك و اتصل خيرك وكمل عطاؤك و عمت فواضلك و تمت نوافلك وبر قسمك و صدق وعدك و حق على أعدائك وعيدك ولم يبقى لي حاجة هي لك رضا و لي صلاح إلا قضيتها و أعنتني على قضائها يا أرحم الراحمين .
الوصية الرابعة: النهي عن قربان الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وهذا امتداد للوصية بالأسرة التي يتعين تماسكها وتثبيت الود بين أفرادها، ولما وصاهم الله بالأسرة وصاهم بالقاعدة التي تقوم عليها، كما يقوم عليها المجتمع كله، وهي قاعدة الطهارة والنظافة والعفة، فإنه لا يمكن قيام أسرة، ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، إنه يتعين تحقق الطهارة والنظافة والعفة.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، وأكثر إطلاقاتها على فاحشة الزنا، فتخصيص الفواحش هنا بفاحشة الزنا أولى بطبيعة السياق وصيغة الجمع ؛ لأن هذه الجريمة ذات مقدمات وملابسات، كلها فاحشة مثلها، فالتبرج والتهتك والاختلاط المثير والكلمات والإشارات والحركات والإغراء والتزين والاستثارة، كلها فواحش، تسبق وتمهد وتحيط بالفاحشة الكبرى، "إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً".
والفواحش كلها مما يحطم قوام الأسرة وينخر في جسم الجماعة فوق ما يلطخ ضمائر الأفراد ويدنس الأعراض، ولما كانت الفواحش ذات إغراء وجاذبية وقد يميل لها الطبع، جاء النهي عن مجرد قربانها، فضلاً عن مواقعتها سداً للذرائع واتقاء للجاذبية التي قد تضعف معها الإرادة، ولأن قربان الفواحش قد يؤدي إلى مباشرتها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. وهذا لون حكيم من ألوان التربية الرشيدة والإصلاح القويم ؛ لأنه إذا ورد النهي عن قربان الشيء، فلابد أن ينهى عن مباشرته من باب أولى وأحرى.
وقد تكرر النهي في القرآن الكريم عن قربان ما تميل له النفس ويميل إليه الطبع في مثل قوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ"[28]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ"[29]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى"[30]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"[31]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ"[32]، فيلاحظ أن كل منهي عنه من شأنه أن تميل النفوس إليه، وتدفع إليه الأهواء والشهوات، يأتي النهي عنه بصيغة النهي عن مجرد القربان ؛ للمبالغة في التحذير من الاقتراب، فضلاً عن مباشرته أو الوقوع فيه.
أما المحرمات التي لا تألفها النفوس ولا تميل إليها ولا تدفع إليها الغرائز والشهوات فيأتي النهي عنها مباشرة، كقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ"[33]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ"[34]، وقوله تعالى: "وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"[35]، وبمثل هذا الأسلوب الرباني البليغ يربي الله تعالى عباده، ويرشدهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم.
ولعل من المفيد أن نتذكر في هذا المجال الإجراءات الوقائية التي اتخذها القرآن في مواجهة هذا الانحلال الأخلاقي:
1- الدعوة إلى الزواج: "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[36].
2- إباحة الزواج شرعاً بزوجة أخرى بشروط معينة: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا"[37].
3- تحريم ارتداء المرأة لأي زي فاضح يشف عن جسمها أو يصف بدنها إلا أن يكون أمام زوجها، وعليها أن ترتدي من اللباس ما جرى به العرف الشريف عند محارمها: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"[38].
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"[39].
4- الأمر بغض البصر أمام مفاتن النساء: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"[40].
5- النهي عن دخول بيوت الآخرين دون استئذان أهلها: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"[41].
ومما يدل على بشاعة جريمة الزنا وفظاعته أن تحدَّث القرآن عن هذا الفساد الخلقي وكأنه نوع من القتل المعجل، ومن ثم فقد ورد في القرآن الحديث عن الزنا بين نوعين من أنواع القتل، أو مقترناً بالنهي عن الشرك والقتل، ففي سورة الأنعام يرد ذكر الفواحش بعد النهي عن قتل الأولاد وقبل النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وفي سورة الإسراء جاء النهي عن قتل الأولاد في الآية (31)، والنهي عن قربان الزنا في الآية التي تليها (32)، وفي الآية (33) النهي عن قتل النفس، وقال تعالى "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ"[42].
وأسلوب القرآن الكريم في تقبيح الزنا والتنفير منه يدل على أن هذه الجريمة تؤدي إلى شر مستطير، فهي تلوث العرض، وتدنس الفراش، وتفسد النسل، وتلحق العار والخسارة في الدنيا والآخرة.
فما ظهر الزنا في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون، وفشت فيهم الأمراض التي لم تعرف فيمن قبلهم، على أن المرأة إذا حملت من السفاح فإما أن تقتل الولد ؛ فتزهق نفساً بغير حق، وإما أن تلحقه بزوجها وتثبت له نسباً باطلاً وتثبت له محرمية مزيفة، وتجعله يرث مالاً حراماً إلى غير ذلك من الشرور والمفاسد التي قد تصيب المجتمع بالكثير من الكوارث ؛ ولذا قال المصطفى ۖ: "أيما امرأة ألحقت بقوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته"[43]...................يتبع
إن الحمد لله نحمده و نشكره و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و اشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك و من الأمل إلا فيك و من التسليم إلا لك و من التفويض إلا إليك و من التوكل إلا عليك و من الرضا إلا عنك و من الطلب إلا منك و من الذل إلا في طاعتك و من الصبر إلا على بابك و من الرجاء إلا في يديك الكريمتين و من الرهبة إلا بجلالك العظيم.
اللهم تتابع برك و اتصل خيرك وكمل عطاؤك و عمت فواضلك و تمت نوافلك وبر قسمك و صدق وعدك و حق على أعدائك وعيدك ولم يبقى لي حاجة هي لك رضا و لي صلاح إلا قضيتها و أعنتني على قضائها يا أرحم الراحمين .
الوصية الرابعة: النهي عن قربان الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وهذا امتداد للوصية بالأسرة التي يتعين تماسكها وتثبيت الود بين أفرادها، ولما وصاهم الله بالأسرة وصاهم بالقاعدة التي تقوم عليها، كما يقوم عليها المجتمع كله، وهي قاعدة الطهارة والنظافة والعفة، فإنه لا يمكن قيام أسرة، ولا استقامة مجتمع في وحل الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، إنه يتعين تحقق الطهارة والنظافة والعفة.
والفواحش: جمع فاحشة، وهي ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، وأكثر إطلاقاتها على فاحشة الزنا، فتخصيص الفواحش هنا بفاحشة الزنا أولى بطبيعة السياق وصيغة الجمع ؛ لأن هذه الجريمة ذات مقدمات وملابسات، كلها فاحشة مثلها، فالتبرج والتهتك والاختلاط المثير والكلمات والإشارات والحركات والإغراء والتزين والاستثارة، كلها فواحش، تسبق وتمهد وتحيط بالفاحشة الكبرى، "إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً".
والفواحش كلها مما يحطم قوام الأسرة وينخر في جسم الجماعة فوق ما يلطخ ضمائر الأفراد ويدنس الأعراض، ولما كانت الفواحش ذات إغراء وجاذبية وقد يميل لها الطبع، جاء النهي عن مجرد قربانها، فضلاً عن مواقعتها سداً للذرائع واتقاء للجاذبية التي قد تضعف معها الإرادة، ولأن قربان الفواحش قد يؤدي إلى مباشرتها، فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. وهذا لون حكيم من ألوان التربية الرشيدة والإصلاح القويم ؛ لأنه إذا ورد النهي عن قربان الشيء، فلابد أن ينهى عن مباشرته من باب أولى وأحرى.
وقد تكرر النهي في القرآن الكريم عن قربان ما تميل له النفس ويميل إليه الطبع في مثل قوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ"[28]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ"[29]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى"[30]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"[31]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ"[32]، فيلاحظ أن كل منهي عنه من شأنه أن تميل النفوس إليه، وتدفع إليه الأهواء والشهوات، يأتي النهي عنه بصيغة النهي عن مجرد القربان ؛ للمبالغة في التحذير من الاقتراب، فضلاً عن مباشرته أو الوقوع فيه.
أما المحرمات التي لا تألفها النفوس ولا تميل إليها ولا تدفع إليها الغرائز والشهوات فيأتي النهي عنها مباشرة، كقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ"[33]، وقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ"[34]، وقوله تعالى: "وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"[35]، وبمثل هذا الأسلوب الرباني البليغ يربي الله تعالى عباده، ويرشدهم إلى ما فيه سعادتهم وخيرهم.
ولعل من المفيد أن نتذكر في هذا المجال الإجراءات الوقائية التي اتخذها القرآن في مواجهة هذا الانحلال الأخلاقي:
1- الدعوة إلى الزواج: "وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"[36].
2- إباحة الزواج شرعاً بزوجة أخرى بشروط معينة: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا"[37].
3- تحريم ارتداء المرأة لأي زي فاضح يشف عن جسمها أو يصف بدنها إلا أن يكون أمام زوجها، وعليها أن ترتدي من اللباس ما جرى به العرف الشريف عند محارمها: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زَينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"[38].
"يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"[39].
4- الأمر بغض البصر أمام مفاتن النساء: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"[40].
5- النهي عن دخول بيوت الآخرين دون استئذان أهلها: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"[41].
ومما يدل على بشاعة جريمة الزنا وفظاعته أن تحدَّث القرآن عن هذا الفساد الخلقي وكأنه نوع من القتل المعجل، ومن ثم فقد ورد في القرآن الحديث عن الزنا بين نوعين من أنواع القتل، أو مقترناً بالنهي عن الشرك والقتل، ففي سورة الأنعام يرد ذكر الفواحش بعد النهي عن قتل الأولاد وقبل النهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وفي سورة الإسراء جاء النهي عن قتل الأولاد في الآية (31)، والنهي عن قربان الزنا في الآية التي تليها (32)، وفي الآية (33) النهي عن قتل النفس، وقال تعالى "وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ"[42].
وأسلوب القرآن الكريم في تقبيح الزنا والتنفير منه يدل على أن هذه الجريمة تؤدي إلى شر مستطير، فهي تلوث العرض، وتدنس الفراش، وتفسد النسل، وتلحق العار والخسارة في الدنيا والآخرة.
فما ظهر الزنا في قوم إلا ظهر فيهم الطاعون، وفشت فيهم الأمراض التي لم تعرف فيمن قبلهم، على أن المرأة إذا حملت من السفاح فإما أن تقتل الولد ؛ فتزهق نفساً بغير حق، وإما أن تلحقه بزوجها وتثبت له نسباً باطلاً وتثبت له محرمية مزيفة، وتجعله يرث مالاً حراماً إلى غير ذلك من الشرور والمفاسد التي قد تصيب المجتمع بالكثير من الكوارث ؛ ولذا قال المصطفى ۖ: "أيما امرأة ألحقت بقوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته"[43]...................يتبع
السبت مايو 07, 2016 12:11 pm من طرف علواني أحمد
» القصر المهجور
السبت مايو 07, 2016 12:09 pm من طرف علواني أحمد
» احتفلنا فهل يحتفلون
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:57 am من طرف علواني أحمد
» سؤال في النحو
الجمعة أبريل 04, 2014 1:34 pm من طرف المشرف
» مجموعة من المصاحف الكاملة لعدد من القراء بروابط تحميل مباشرة
الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 6:26 pm من طرف aboomar
» انصر نبيك يامسلم
الإثنين نوفمبر 19, 2012 2:13 pm من طرف أهل تارمونت
» برنامج حجب المواقع الاباحية مع الشرح (منقول)
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:47 am من طرف allal.ali6
» الدين النصيحة
السبت يوليو 28, 2012 9:32 pm من طرف aboomar
» البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم
السبت يوليو 28, 2012 9:27 pm من طرف aboomar