أمّةَ الإسلام، ما أحوجَ الأمّةَ اليومَ وقد
أحاطَت بها الفِتَن وحلّت بها المحَن أن تعِيَ خطورةَ ما تمرّ به أوطانها،
فيحمِلها ذلك على الأخذ بعوامِل عمرانها والتمكينِ لها والحذَر من أسباب عَطَبها،
وما عُمِرت الأوطان ـ يا رعاكم الله ـ بمثلِ رَفرَفة رايةِ العقيدة الإسلاميّة
الصحيحة على جَنَباتها و على أرضها وأهلِها، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ[الأعراف:96]، والتّلاحمِ الوثيق بين رعيّتها ورُعاتها، ورَفع عَلَم القِيَم والفضائل، وإقصاء المخالَفَات والرّذائل، فإنَّ الذنوبَ والمعاصي تقضّ المضاجِعَ وتَدَع الديارَ بلاقع، وتحقيقِ وَحدة أبنائها، وغَرسِ الانتماء الحقيقيّ لها في نفوسهم، والحِفاظِ على سفينَتِها كيلاَ تَغرق بين طرفٍ يريد أن يجرَّها إلى دوّامةٍ مِن أعمال العُنف والتّخريب وآخر يمَّمَ وجهَه قِبَل خصومِها، فعَبَّ من ثقافتهم عبًّا، فسطَّر بالأقلام وبثَّ في بعض وسائل الإعلامِ فِكرًا منهزِمًا يطعَن في ثوابت البلادِ وقِيَمها ويُغفِل خصائِصَها ومميّزاتها، ولا
يستشعِرها شعورًا يمتزِج بلَحمِه ودمِه وتنطلِق منه آمالُه وتطلُّعاته. وبين هذا وذاك تضيع المواطنةُ الصّالحة التي ينشدُها كلُّ غيورٍ على بلادِه ومجتَمَعه؛ إذِ
المواطنة الصالحة ليست كلماتٍ تُردَّد ولا شعاراتٍ ترفَع، وإنما إخلاصٌ وتفاعل وإيجابيّات وشفافيّة ومصداقيَّات، لا تقبَل التلوّن، ولا ترضى بالسّلبيّات، ولا
تُصغِي للأكاذيب والشّائعات، ولا تلوِي على الملاسنَة والمهاتَرات، ولا تخضَع للمسَاوَمات والمزايَدات.
إخوَةَ العقيدة، وحينما تتسارَع عجلَةُ
المستجدّات وتعيش الأمّة بين الثوابتِ والمتغيِّرات فإنها واجِدةٌ في شريعَتِنا الغرّاء التي لا تعرِف الانعزاليّة والانغلاق والتَّقَوقُع والجمودَ كلَّ إيجابيّة
وتفاعلٍ في حُسنِ تعامُل مع المتغيّرات بميزانِ الكتاب والسنة، استشرافًا للنُّقلَةِ الحضاريّة على ضوءِ الضوابط الشرعيّة والمقاصد المرعيّة، تحقيقًا
للمصالح العُليا للأمّة والمقاصِدِ والأولويّات العظمى في هذه الملّة، وتجاوزًا لمرحلَةِ الأزماتِ، وفِقهًا لأبعادِ التّحدّيات، وهل حقِّقَتِ المصالح ودُرِئت
المفاسد وحُفِظت الضرورات الخمس في الدين والنّفس والعقل والمال والعِرض إلاّ بتوفّر الأمن والأمان في الدّيار والأوطان؟!
معاشرَ المسلمين، إنَّ مِن حقِّ أوطاننا علينا أن نكونَ لتحقيق مصالِحها سعاةً، ولدَرء المفاسد عنها دُعاة، ولأمنِها ورخائها واستقرارِها
حُماة، ولوحدةِ شرائِحِها وأطيافِها رُعاة، وإذا دعا داعِي الإصلاح ونادَى منادي السّعي في مراقي التألُّق والنّجاح في وثبةٍ حضاريّة ونُقلةٍ نوعيّة ومنظومَة
إصلاحيّة فيما فيه تحقيقُ مصالح المجتَمَع العظمى فحيّهلاً دونَ تراجُع وتَعَثّر أو تَوانٍ وتقهقُر، منطلقين من الركائز الشرعيّة التي تنظِّم أمورَ البلاد
وتنتَظِم مصالح العبادِ في أمور المعاشِ والمعاد،
هذا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على خير الورى نبيِّ الرحمة والهدى كما أمركم بذلك ربّكم جل وعلا، فقال تعالى قولاً
كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا/01/[الأحزاب:56].
اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على الهادي البشير والسّراج المنير نبينا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين
...
أحاطَت بها الفِتَن وحلّت بها المحَن أن تعِيَ خطورةَ ما تمرّ به أوطانها،
فيحمِلها ذلك على الأخذ بعوامِل عمرانها والتمكينِ لها والحذَر من أسباب عَطَبها،
وما عُمِرت الأوطان ـ يا رعاكم الله ـ بمثلِ رَفرَفة رايةِ العقيدة الإسلاميّة
الصحيحة على جَنَباتها و على أرضها وأهلِها، وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ[الأعراف:96]، والتّلاحمِ الوثيق بين رعيّتها ورُعاتها، ورَفع عَلَم القِيَم والفضائل، وإقصاء المخالَفَات والرّذائل، فإنَّ الذنوبَ والمعاصي تقضّ المضاجِعَ وتَدَع الديارَ بلاقع، وتحقيقِ وَحدة أبنائها، وغَرسِ الانتماء الحقيقيّ لها في نفوسهم، والحِفاظِ على سفينَتِها كيلاَ تَغرق بين طرفٍ يريد أن يجرَّها إلى دوّامةٍ مِن أعمال العُنف والتّخريب وآخر يمَّمَ وجهَه قِبَل خصومِها، فعَبَّ من ثقافتهم عبًّا، فسطَّر بالأقلام وبثَّ في بعض وسائل الإعلامِ فِكرًا منهزِمًا يطعَن في ثوابت البلادِ وقِيَمها ويُغفِل خصائِصَها ومميّزاتها، ولا
يستشعِرها شعورًا يمتزِج بلَحمِه ودمِه وتنطلِق منه آمالُه وتطلُّعاته. وبين هذا وذاك تضيع المواطنةُ الصّالحة التي ينشدُها كلُّ غيورٍ على بلادِه ومجتَمَعه؛ إذِ
المواطنة الصالحة ليست كلماتٍ تُردَّد ولا شعاراتٍ ترفَع، وإنما إخلاصٌ وتفاعل وإيجابيّات وشفافيّة ومصداقيَّات، لا تقبَل التلوّن، ولا ترضى بالسّلبيّات، ولا
تُصغِي للأكاذيب والشّائعات، ولا تلوِي على الملاسنَة والمهاتَرات، ولا تخضَع للمسَاوَمات والمزايَدات.
إخوَةَ العقيدة، وحينما تتسارَع عجلَةُ
المستجدّات وتعيش الأمّة بين الثوابتِ والمتغيِّرات فإنها واجِدةٌ في شريعَتِنا الغرّاء التي لا تعرِف الانعزاليّة والانغلاق والتَّقَوقُع والجمودَ كلَّ إيجابيّة
وتفاعلٍ في حُسنِ تعامُل مع المتغيّرات بميزانِ الكتاب والسنة، استشرافًا للنُّقلَةِ الحضاريّة على ضوءِ الضوابط الشرعيّة والمقاصد المرعيّة، تحقيقًا
للمصالح العُليا للأمّة والمقاصِدِ والأولويّات العظمى في هذه الملّة، وتجاوزًا لمرحلَةِ الأزماتِ، وفِقهًا لأبعادِ التّحدّيات، وهل حقِّقَتِ المصالح ودُرِئت
المفاسد وحُفِظت الضرورات الخمس في الدين والنّفس والعقل والمال والعِرض إلاّ بتوفّر الأمن والأمان في الدّيار والأوطان؟!
معاشرَ المسلمين، إنَّ مِن حقِّ أوطاننا علينا أن نكونَ لتحقيق مصالِحها سعاةً، ولدَرء المفاسد عنها دُعاة، ولأمنِها ورخائها واستقرارِها
حُماة، ولوحدةِ شرائِحِها وأطيافِها رُعاة، وإذا دعا داعِي الإصلاح ونادَى منادي السّعي في مراقي التألُّق والنّجاح في وثبةٍ حضاريّة ونُقلةٍ نوعيّة ومنظومَة
إصلاحيّة فيما فيه تحقيقُ مصالح المجتَمَع العظمى فحيّهلاً دونَ تراجُع وتَعَثّر أو تَوانٍ وتقهقُر، منطلقين من الركائز الشرعيّة التي تنظِّم أمورَ البلاد
وتنتَظِم مصالح العبادِ في أمور المعاشِ والمعاد،
هذا وصلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على خير الورى نبيِّ الرحمة والهدى كما أمركم بذلك ربّكم جل وعلا، فقال تعالى قولاً
كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا/01/[الأحزاب:56].
اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على الهادي البشير والسّراج المنير نبينا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين
...
السبت مايو 07, 2016 12:11 pm من طرف علواني أحمد
» القصر المهجور
السبت مايو 07, 2016 12:09 pm من طرف علواني أحمد
» احتفلنا فهل يحتفلون
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:57 am من طرف علواني أحمد
» سؤال في النحو
الجمعة أبريل 04, 2014 1:34 pm من طرف المشرف
» مجموعة من المصاحف الكاملة لعدد من القراء بروابط تحميل مباشرة
الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 6:26 pm من طرف aboomar
» انصر نبيك يامسلم
الإثنين نوفمبر 19, 2012 2:13 pm من طرف أهل تارمونت
» برنامج حجب المواقع الاباحية مع الشرح (منقول)
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:47 am من طرف allal.ali6
» الدين النصيحة
السبت يوليو 28, 2012 9:32 pm من طرف aboomar
» البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم
السبت يوليو 28, 2012 9:27 pm من طرف aboomar