هل آتاك نبأ الحاج عمر
بقلم : محمد حاج عيسى
إنه الحاج عمر وما أدراك من هو الحاج عمر؟ إنه الموسيو "ليون روش" صاحب كتاب "اثنان وثلاثون سنة في الإسلام" الصادر عام 1884م ، إنه الجاسوس البارع الذي دخل الجزائر سنة 1932م، وأرسله المارشال "بوجو" ليكون عينا له عند الأمير عبد القادر، إنه الرجل الذي ضرب الجهاد الإسلامي ضد المستعمر في الصميم فأضعفه، وكان من أعظم أسباب عدم نجاحه، إنه المنافق الذي ادعى الإسلام واندس في صفوف المسلمين، وصار بسرعة فائقة من المقربين من القائد الأعلى للقوات الإسلامية المدافعة عن حمى الجزائر الأمير عبد القادر، وهنا قد يقال كيف كان لهذا الرجل اللعين أن يبطل الجهاد وأن يغلب أمة من الناس ؟ نعم لقد تمكن من ذلك بعد أن خالط المسلمين وعرف دخائلهم والعوامل المحركة لهمهم والتي تدفعهم إلى جهاد المستعمر، لقد لاحظ مدى تأثير الفتوى من العالم أو ممن يحسبه الناس عالما في جماهير المسلمين، ولقد اطلع على الفتاوى التي كانت تتقوى بها المقاومة الإسلامية ضد المستعمر، ومنها فتاوى وجوب الهجرة من البلاد التي يحكمها الكفار الصليبيون أو أرض الحرب كما هو المصطلح الفقهي ، كما اطلع على خلاف بعض المنتسبين إلى العلم والدين ممن استسلم لفرنسا، أو ممن عجز عن الهجرة والمراسلات التي كانت بين العلماء في هذا الشأن، وعند استئناف الحرب بين المجاهدين والفرنسيين عام 1839م، وجد "ليون روش" الفرصة للهروب من حاشية الأمير وأن يعود إلى صفوف المارشال "بوجو"، ليكشف له عن عورات المسلمين وعن أسرارهم ، ومن ذلك أن المسلمين كانوا يعتبرون الأرض الواقعة تحت الإدارة الفرنسية دار حرب يجب الخروج منها، وأن ذلك هو أساس حركة الجهاد عندهم، وعلة هذا واضحة معقولة إذ أن تنظيم الجهاد وإعداد عدته لا يكون إلا في أرض محررة، وإن كان للفتوى عند الفقهاء توجيهات أخرى منها عدم الرضوخ إلى قوانين الكفار وحكومتهم، وعدم إمكانية إقامة الشعائر الدينية في ظل حكمهم، وعندها وجد الفرنسيون التفسير لتلك الهجرات الواسعة التي لاحظوها في كل مدينة يستولون عليها، وقد ذكر المؤرخون أن ثلثي سكان الجزائر العاصمة غادروها بعد الاحتلال، وأن غالب من بقي هم من عجز عن الارتحال، ولمواجهة هذا الحكم الشرعي ذي العلل المتعددة صاغ الفرنسيون فتوى شيطانية ساعدهم عليها شيخ الطريقة التيجانية محمد الصغير، ومقدم الزاوية الطيبية المغربية في الجزائر ، ومفاد هذه الفتوى أن الجزائر لا تعتبر دار حرب ولا تستوجب هجرة ولا جهادا، ما دام المسلمون قد بذلوا الجهد في الدفاع عنها وعن الإسلام فعجزوا عن طرد الكفار منها، ثم إن هذا الكافر نفسه قد ترك لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية، ومنه فعليهم أن يرضوا بحكم النصارى عليهم، وحمل "ليون روش" هذه الفتوى بنفسه سنة 1841م إلى بعض علماء المسلمين ليوقعوا عليها، وليظفر بثقة من يسأله رافقه بعض الطرقية وسمى نفسه الحاج عمر بن عبد الله الجزائري وزعم أنه مقدم في الطريقة التيجانية، ولقد كان له ما أراد، فكان أول من وقع عليها مفتي الجامع الكبير بالقيروان، ثم بعض شيوخ الإسكندرية، ثم بعض شيوخ مكة الذين اجتمعوا في الطائف تحت رعاية شريف مكة، والذي أخبر بموافقة هؤلاء الشيوخ وأرخه هو "ليون روش" في كتابه المذكور، والذي يؤكد ظفره ببعض التأييد على الأقل من شيوخ الطرق التي كانت مساندة لفرنسا علنا أو من بعض شيوخ المشرق المغفلين أنه بعد رجوعه سنة 1842م من رحلته إلى الشرق ونشر خبر الفتوى كتب الأمير عبد القادر رسالة عنوانها "حسام الدين لقطع شبه المرتدين" ونشرها سنة 1843م ، ولقد أجاب إجابة صريحة بوجوب الهجرة من كل جزء يستولي عليه الكفار والخروج إلى المناطق التي كانت تحت سلطته أو غيرها، وقد عزز مناقشته مع من وصفهم بالمرتدين!! بأقوال المفسرين في قوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً)) [النساء:97] وفتاوى بعض المالكية كابن الحاج والمغيلي والونشريسي، كما رد أيضا على جمله من الشبه الواهية التي تمسك بها المخالفون؛ لإجهاض الجهاد وإعلان الاستسلام مع وجود القدرة على المواجهة. أظن أنه بعد هذا الشرح الموجز قد اتضح لماذا قلت: إنه الرجل الذي ضرب الجهاد الإسلامي في الصميم، ولست مبتدءا لهذا الوصف فقد سبق إلى وصفه بذلك بلديه "ديبون وكوبولاني" في كتابه "الطرق الدينية في الجزائر" الصادر عام 1897 حيث قال في الصفحة 37 عن "ليون روش" :" أنه قدم بهذه الفتوى أكبر خدمة للهيمنة الفرنسية على الجزائر"، .........يتبع ان شاء الله
بقلم : محمد حاج عيسى
إنه الحاج عمر وما أدراك من هو الحاج عمر؟ إنه الموسيو "ليون روش" صاحب كتاب "اثنان وثلاثون سنة في الإسلام" الصادر عام 1884م ، إنه الجاسوس البارع الذي دخل الجزائر سنة 1932م، وأرسله المارشال "بوجو" ليكون عينا له عند الأمير عبد القادر، إنه الرجل الذي ضرب الجهاد الإسلامي ضد المستعمر في الصميم فأضعفه، وكان من أعظم أسباب عدم نجاحه، إنه المنافق الذي ادعى الإسلام واندس في صفوف المسلمين، وصار بسرعة فائقة من المقربين من القائد الأعلى للقوات الإسلامية المدافعة عن حمى الجزائر الأمير عبد القادر، وهنا قد يقال كيف كان لهذا الرجل اللعين أن يبطل الجهاد وأن يغلب أمة من الناس ؟ نعم لقد تمكن من ذلك بعد أن خالط المسلمين وعرف دخائلهم والعوامل المحركة لهمهم والتي تدفعهم إلى جهاد المستعمر، لقد لاحظ مدى تأثير الفتوى من العالم أو ممن يحسبه الناس عالما في جماهير المسلمين، ولقد اطلع على الفتاوى التي كانت تتقوى بها المقاومة الإسلامية ضد المستعمر، ومنها فتاوى وجوب الهجرة من البلاد التي يحكمها الكفار الصليبيون أو أرض الحرب كما هو المصطلح الفقهي ، كما اطلع على خلاف بعض المنتسبين إلى العلم والدين ممن استسلم لفرنسا، أو ممن عجز عن الهجرة والمراسلات التي كانت بين العلماء في هذا الشأن، وعند استئناف الحرب بين المجاهدين والفرنسيين عام 1839م، وجد "ليون روش" الفرصة للهروب من حاشية الأمير وأن يعود إلى صفوف المارشال "بوجو"، ليكشف له عن عورات المسلمين وعن أسرارهم ، ومن ذلك أن المسلمين كانوا يعتبرون الأرض الواقعة تحت الإدارة الفرنسية دار حرب يجب الخروج منها، وأن ذلك هو أساس حركة الجهاد عندهم، وعلة هذا واضحة معقولة إذ أن تنظيم الجهاد وإعداد عدته لا يكون إلا في أرض محررة، وإن كان للفتوى عند الفقهاء توجيهات أخرى منها عدم الرضوخ إلى قوانين الكفار وحكومتهم، وعدم إمكانية إقامة الشعائر الدينية في ظل حكمهم، وعندها وجد الفرنسيون التفسير لتلك الهجرات الواسعة التي لاحظوها في كل مدينة يستولون عليها، وقد ذكر المؤرخون أن ثلثي سكان الجزائر العاصمة غادروها بعد الاحتلال، وأن غالب من بقي هم من عجز عن الارتحال، ولمواجهة هذا الحكم الشرعي ذي العلل المتعددة صاغ الفرنسيون فتوى شيطانية ساعدهم عليها شيخ الطريقة التيجانية محمد الصغير، ومقدم الزاوية الطيبية المغربية في الجزائر ، ومفاد هذه الفتوى أن الجزائر لا تعتبر دار حرب ولا تستوجب هجرة ولا جهادا، ما دام المسلمون قد بذلوا الجهد في الدفاع عنها وعن الإسلام فعجزوا عن طرد الكفار منها، ثم إن هذا الكافر نفسه قد ترك لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية، ومنه فعليهم أن يرضوا بحكم النصارى عليهم، وحمل "ليون روش" هذه الفتوى بنفسه سنة 1841م إلى بعض علماء المسلمين ليوقعوا عليها، وليظفر بثقة من يسأله رافقه بعض الطرقية وسمى نفسه الحاج عمر بن عبد الله الجزائري وزعم أنه مقدم في الطريقة التيجانية، ولقد كان له ما أراد، فكان أول من وقع عليها مفتي الجامع الكبير بالقيروان، ثم بعض شيوخ الإسكندرية، ثم بعض شيوخ مكة الذين اجتمعوا في الطائف تحت رعاية شريف مكة، والذي أخبر بموافقة هؤلاء الشيوخ وأرخه هو "ليون روش" في كتابه المذكور، والذي يؤكد ظفره ببعض التأييد على الأقل من شيوخ الطرق التي كانت مساندة لفرنسا علنا أو من بعض شيوخ المشرق المغفلين أنه بعد رجوعه سنة 1842م من رحلته إلى الشرق ونشر خبر الفتوى كتب الأمير عبد القادر رسالة عنوانها "حسام الدين لقطع شبه المرتدين" ونشرها سنة 1843م ، ولقد أجاب إجابة صريحة بوجوب الهجرة من كل جزء يستولي عليه الكفار والخروج إلى المناطق التي كانت تحت سلطته أو غيرها، وقد عزز مناقشته مع من وصفهم بالمرتدين!! بأقوال المفسرين في قوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً)) [النساء:97] وفتاوى بعض المالكية كابن الحاج والمغيلي والونشريسي، كما رد أيضا على جمله من الشبه الواهية التي تمسك بها المخالفون؛ لإجهاض الجهاد وإعلان الاستسلام مع وجود القدرة على المواجهة. أظن أنه بعد هذا الشرح الموجز قد اتضح لماذا قلت: إنه الرجل الذي ضرب الجهاد الإسلامي في الصميم، ولست مبتدءا لهذا الوصف فقد سبق إلى وصفه بذلك بلديه "ديبون وكوبولاني" في كتابه "الطرق الدينية في الجزائر" الصادر عام 1897 حيث قال في الصفحة 37 عن "ليون روش" :" أنه قدم بهذه الفتوى أكبر خدمة للهيمنة الفرنسية على الجزائر"، .........يتبع ان شاء الله
السبت مايو 07, 2016 12:11 pm من طرف علواني أحمد
» القصر المهجور
السبت مايو 07, 2016 12:09 pm من طرف علواني أحمد
» احتفلنا فهل يحتفلون
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:57 am من طرف علواني أحمد
» سؤال في النحو
الجمعة أبريل 04, 2014 1:34 pm من طرف المشرف
» مجموعة من المصاحف الكاملة لعدد من القراء بروابط تحميل مباشرة
الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 6:26 pm من طرف aboomar
» انصر نبيك يامسلم
الإثنين نوفمبر 19, 2012 2:13 pm من طرف أهل تارمونت
» برنامج حجب المواقع الاباحية مع الشرح (منقول)
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:47 am من طرف allal.ali6
» الدين النصيحة
السبت يوليو 28, 2012 9:32 pm من طرف aboomar
» البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم
السبت يوليو 28, 2012 9:27 pm من طرف aboomar