الشفاعة قسمان في القرآن والسنة: شفاعة منفية وشفاعة مثبتة.
أما الشفاعة المنفية: فهي التي نفاها الله جل وعلا عن أهل الإشراك، قال الله عز وجل ?وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ?[الأنعام: 51]) فهذه الشفاعة منفية، وهي منفية عن الجميع، عن الذين يخافون؛ عن أهل التوحيد وعن غيرهم.
أما عن أهل التوحيد فهي منفية إلا بشروط وهي إذن الله للشافع أن يشفع ورضاه جل وعلا عن الشافع وعن المشفوع له.
فإذن قوله هنا (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ) يعني أنَّ الشفيع في الحقيقة هو الله جل جلاله دون ما سواه، قال جل وعلى?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا?[الزمر:44]، فالشفاعة جميعا ملك لله، وأهل الإيمان وغيرهم في الحقيقة ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع، ليس أحد يشفع لهم من دون الله جل وعلا؛ بل لابد أن تكون الشفاعة بالله؛ يعني بإذنه وبرضاه.
فإذن إذا تقرر ذلك، فإنه إذا نُفيت الشفاعة عن أحد سوى الله جل وعلا وأن الذي يملك الشفاعة إنما هو الله جل وعلا وحده، فإذن بطل التعلق -تعلق قلوب أهل الذين يسألون الموتى الشفاعة- بطل تعلقهم بمسألة الشفاعة لأن الشفاعة ملك لله وهذا لا يملكها.
هل تنفع الشفاعة مطلقا أم لابدَّ أيضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع؛ لكن لا بدَّ من شروط، قال جل وعلا ?مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ?[البقرة:255]، وقوله: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى?[النجم:26]) فوجه الاستدلال من الآية الأولى أن فيها قيد الإذن؛ فليس أحد أن يشفع إلا بشرط أن يأذن الله له (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه لا الملائكة ولا الأنبياء ولا المقربون، وإنما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة.
إذا كان كذلك وأنه لا بد من إذنه جل وعلا، فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم؟
لا أحد -إذن- يبتدئ بالشفاعة دون أن يؤذن له، فإذا كان كذلك فإذن رجع الأمر إلى أنَّ الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي يأذن بها، ولا أحد يبتدئ بالشفاعة.
كذلك الآية الأخرى قال(إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني من الشافعين (وَيَرْضَى) يرضى قول الشافع ويرضى أيضا عن المشفوع له.
هذه الشروط فائدتها أنه لا أحد يتعلق -إذن- بأنّ هذا الذي طُلبت منه الشفاعة أن له مقاما عند الله يملك به أن يشفع كما يعتقد أهل الشرك في أنّ آلهتهم تشفع ولا بد أن تشفع، فاعتقاد المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء أكانوا من الأميين أو من أهل الكتاب يعتقدون أن من توجهوا له بالشفاعة من الآلهة أنه يشفع جزما، إذا تُوجه إليه وكل له وتقرب إليه بالعبادات وطُلبت فيه الشفاعة عند الله فانه يشفع جزما، وأن الله جل وعلا لا يرد شفاعته.
فهذه الآيات فيها إبطال لدعوى أولئك المشركين في أنه ثَم أحد يملك الشفاعة بدون إذن الله وبدون رضاه عن المشفوع له.
وإذا ثبت انه لا أحد يملكها وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له وبإذنه جل وعلا له، فإذن كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق؟ إنما يتعلق بالذي يملك الشفاعة، ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله؛ فنقول: اللهم شفِّع فينا نبيك. لأنه هو الذي يفتح ويُلهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في فلان وفي فلان؛ في من سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام.
**صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم **
أما الشفاعة المنفية: فهي التي نفاها الله جل وعلا عن أهل الإشراك، قال الله عز وجل ?وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ?[الأنعام: 51]) فهذه الشفاعة منفية، وهي منفية عن الجميع، عن الذين يخافون؛ عن أهل التوحيد وعن غيرهم.
أما عن أهل التوحيد فهي منفية إلا بشروط وهي إذن الله للشافع أن يشفع ورضاه جل وعلا عن الشافع وعن المشفوع له.
فإذن قوله هنا (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ) يعني أنَّ الشفيع في الحقيقة هو الله جل جلاله دون ما سواه، قال جل وعلى?قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا?[الزمر:44]، فالشفاعة جميعا ملك لله، وأهل الإيمان وغيرهم في الحقيقة ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع، ليس أحد يشفع لهم من دون الله جل وعلا؛ بل لابد أن تكون الشفاعة بالله؛ يعني بإذنه وبرضاه.
فإذن إذا تقرر ذلك، فإنه إذا نُفيت الشفاعة عن أحد سوى الله جل وعلا وأن الذي يملك الشفاعة إنما هو الله جل وعلا وحده، فإذن بطل التعلق -تعلق قلوب أهل الذين يسألون الموتى الشفاعة- بطل تعلقهم بمسألة الشفاعة لأن الشفاعة ملك لله وهذا لا يملكها.
هل تنفع الشفاعة مطلقا أم لابدَّ أيضا من قيود؟ نعم الشفاعة تنفع؛ لكن لا بدَّ من شروط، قال جل وعلا ?مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ?[البقرة:255]، وقوله: ?وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى?[النجم:26]) فوجه الاستدلال من الآية الأولى أن فيها قيد الإذن؛ فليس أحد أن يشفع إلا بشرط أن يأذن الله له (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه لا الملائكة ولا الأنبياء ولا المقربون، وإنما الله جل وعلا هو الذي يملك الشفاعة.
إذا كان كذلك وأنه لا بد من إذنه جل وعلا، فمن الذين يأذن الله جل وعلا لهم؟
لا أحد -إذن- يبتدئ بالشفاعة دون أن يؤذن له، فإذا كان كذلك فإذن رجع الأمر إلى أنَّ الله هو الذي يوفق للشفاعة وهو الذي يأذن بها، ولا أحد يبتدئ بالشفاعة.
كذلك الآية الأخرى قال(إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ) يعني من الشافعين (وَيَرْضَى) يرضى قول الشافع ويرضى أيضا عن المشفوع له.
هذه الشروط فائدتها أنه لا أحد يتعلق -إذن- بأنّ هذا الذي طُلبت منه الشفاعة أن له مقاما عند الله يملك به أن يشفع كما يعتقد أهل الشرك في أنّ آلهتهم تشفع ولا بد أن تشفع، فاعتقاد المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء أكانوا من الأميين أو من أهل الكتاب يعتقدون أن من توجهوا له بالشفاعة من الآلهة أنه يشفع جزما، إذا تُوجه إليه وكل له وتقرب إليه بالعبادات وطُلبت فيه الشفاعة عند الله فانه يشفع جزما، وأن الله جل وعلا لا يرد شفاعته.
فهذه الآيات فيها إبطال لدعوى أولئك المشركين في أنه ثَم أحد يملك الشفاعة بدون إذن الله وبدون رضاه عن المشفوع له.
وإذا ثبت انه لا أحد يملكها وأن من يشفع إنما يشفع بإكرام الله له وبإذنه جل وعلا له، فإذن كيف يتعلق المتعلق بهذا المخلوق؟ إنما يتعلق بالذي يملك الشفاعة، ولهذا شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة حاصلة لكن نطلبها ممن؟ نطلبها من الله؛ فنقول: اللهم شفِّع فينا نبيك. لأنه هو الذي يفتح ويُلهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يشفع في فلان وفي فلان؛ في من سألوا الله أن يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام.
**صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم **
السبت مايو 07, 2016 12:11 pm من طرف علواني أحمد
» القصر المهجور
السبت مايو 07, 2016 12:09 pm من طرف علواني أحمد
» احتفلنا فهل يحتفلون
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:57 am من طرف علواني أحمد
» سؤال في النحو
الجمعة أبريل 04, 2014 1:34 pm من طرف المشرف
» مجموعة من المصاحف الكاملة لعدد من القراء بروابط تحميل مباشرة
الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 6:26 pm من طرف aboomar
» انصر نبيك يامسلم
الإثنين نوفمبر 19, 2012 2:13 pm من طرف أهل تارمونت
» برنامج حجب المواقع الاباحية مع الشرح (منقول)
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:47 am من طرف allal.ali6
» الدين النصيحة
السبت يوليو 28, 2012 9:32 pm من طرف aboomar
» البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم
السبت يوليو 28, 2012 9:27 pm من طرف aboomar