ضرورة الاعتناء بمعرفة القواعد والضوابط العامة للدين ومقاصد الشريعة وأصولها
إن من أهم الأشياء التي يجب على الداعية الاعتناء بها وضبطها هي القواعد والأصول العامة للدين ، والألفاظ العامة والخاصة الواردة في القرآن والسنة وضبطها ، مثل لفظ : " الظلم والمعصية ، والفسوق ، والفجور ، والموالاة ، والتولي ، والمعاداة ، والركون ، والشرك ، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة التي قد يراد مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة ، وقد يراد بها مطلق الحقيقة ، والأول هو الأصل عند الأصوليين ، والثاني لا يحمل الكلام عليه إلا بقرينة لفظية أو معنوية . . . " (1) .
_________
(1) من كلام العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ضمن مجموع ( الرسائل المفيدة ص 12 ) ( بتصرف يسير )
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض حديثه عن معرفة حد الأسماء التي علق الله تعالى بها الأحكام في الكتاب والسنة : " منها ما يعرف حده ومسماه في الشرع ، فقد بينه الله ورسوله كاسم الصلاة والزكاة ، والكفر والنفاق ، ومنه ما يعرف حده باللغة كالشمس ، والقمر ، والسماء والأرض ، ومنه ما يرجع حده إلى عادة الناس وعرفهم ، فيتنوع بحسب عادتهم كاسم البيع والنكاح ، والقبض والدرهم والدينار ، ونحو ذلك من الأسماء التي لم يحدها الشارع بحد ، ولا لها حد واحد يشترك فيه جميع اللغة " (1) .
فمعرفة دلالات الألفاظ على المعاني ومباحث الألفاظ والدلالة والحقيقة والمجاز المبسوطة في كتب الأصول وتحريها في مرتبة الضرورة للداعية ، وهي تزيد من قيمته ، لأنه بهذا المنهج يستطيع أن يتعامل مع الوقائع والأحداث الفردية والعامة ، والحوادث ، والنوازل ، بكل يسر وسهولة ، ولا خوف عليه ، إنما الذي يخشى عليه من يفقد هذا النوع من الفقه ؛ فإن أحكامه في الغالب تأتي مشلولة أو متناقضة .
______
(1) مجموع الفتاوى ( 19 / 235 )
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ؛ ليتكلم بعلم وعدل ، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ؟ وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات ، وجهل وظلم في الكليات ، فيتولد فساد عظيم " (1) .
ويظهر مما سبق ذكره أن من أكثر المجالات التي يحتاج فيها الداعية إلى ضبط ألفاظها ومصطلحاتها هو المجال الفقهي ؛ ذلك لأن أكثر أحوال الناس وأعمالهم منضبطة بالشرع من الناحية العملية ، لما يترتب عليه من إصدار الفتاوى .
وأيضا مما ينبغي على الداعية التبصر به في هذا الباب المصطلحات العصرية ، والألفاظ الدارجة على ألسنة العامة أو أصحاب الاختصاصات ، وتخريجها على القواعد والأصول المعروفة في كتب الفقه ؛ لأنه لا يمكن أن يكون المرء فقيها بحق إلا بمعرفة هذه الأشياء التي قد تتعلق بالطلاق ، والأيمان ، وفي العقود ، والمعاملات ، والسندات ، والعولمة ، وغيرها كثير .
_________
(1) مجموع الفتاوى ( 19 / 203 ) .
ولذلك يعظم قدر الداعية إلى الله ويشرف بقدر إحاطته بالنصوص الشرعية ، وتتبع أقوال السلف فيها ، وإلمامه بالقواعد والضوابط والأصول العامة للدين ، ومعرفة أقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين لا سيما سلف الأمة ، ومعرفة مقاصد الشريعة ، والمصالح والمفاسد وضبطهما ؛ لأنه يخاطب الناس ، ويتحدث إلى شرائح متنوعة في المجتمعات ، ويتعرض لمواقف كثيرة ، ونوازل ومستجدات عظيمة ، ولذلك تجد الملم بقواعد الدين وأصوله أقرب الناس إلى روح السلف الصالح ، والألصق إلى لغتهم في التعبير ولهجتهم في الخطاب ، فهو يعرف ما حقه التقديم ، وما حقه التأخير ، ويعرف خير الخيرين ، وشر الشرين ؛ فمعرفة الخير من الشر - في الواقع - لا تحتاج إلى إعمال فكر وتعب ، ولا يتميز شخص عاقل بأنه يعرف الخير من الشر ؛ فهذه تدرك بمقدمات العقول قبل أواخرها ، وباستطاعة كل ذي عقل أن يدركها ، فهي من البدهيات ، إنما الذي يحتاج إلى إعمال فكر وتعب هو معرفة خير الخيرين ، وشر الشرين ، وأيهما أحق بالتقديم أو التأخير .
إن اللبيب إذا بدا من جسمه ... مرضان داوى الأكبرا
يقول ابن رجب رحمه الله : " فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة ، وفهم معانيها ، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق ، والمعارف ، وغير ذلك ، والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولا ، ثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا ، وفي ذلك كفاية لمن عقل ، وشُغل لمن بالعلم النافع عُني واشتغل " (1) .
والداعية الذي له صلة بالقواعد والضوابط الشرعية والأصول المرعية التي قعَّدها السلف الصالح - وهم الذين أُمرنا بالاقتداء بهم والسير على طريقهم - في جميع أموره وأحواله ، ويجعلها منطلقا له في دعوته وتوجيهه الناس سيوفق بإذن الله ، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد سمع .
_________
(1) فضل علم السلف على الخلف ( ص 150 ) .
قال ابن القيم رحمه الله : " صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده ، بل ما أُعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما ، بل هما ساقا الإسلام ، وقيامه عليهما ، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم ، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ، ويصير من المُنْعَم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم ، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أُمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة ؛ وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد ، يميز به بين الصحيح والفاسد ، والحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، ويمده حسن القصد ، وتحري الحق ، وتقوى الرب في السر والعلانية ، ويقطع مادته اتباع الهوى ، وإيثار الدنيا ، وطلب محمدة الخلق ، وترك التقوى " (1) .
وأيضا عليه الاهتمام بمقاصد الشريعة ، وحِكمها ، ومحاسنها ، فإن الاهتمام بمقاصد الشريعة من أولى ما ينبغي على الداعية الاهتمام به .
_________
(1) إعلام الموقعين (1 / 87 ) .
يقول ابن القيم في أول الفصل الذي عقده في تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد ، وأن بناء الشريعة على مصالح العباد في المعاش والمعاد : " هذا فصل عظيم النفع جدا ، وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة ، أوجب من الحرج والمشقة وتكليف ما لا سبيل إليه ما يُعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به ، فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، وعن الرحمة إلى ضدها ، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة ، وإن أدخلت فيها بالتأويل .
فالشريعة عدل الله بين عباده ، ورحمته بين خلقه ، وظله في أرضه ، وحكمته الدالة عليه ، وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم ، أتم دلالة وأصدقها ، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون ، وهداه الذي به اهتدى المهتدون ، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل ، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل ، فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ، فهي بها الحياة والغذاء ، والدواء والنور ، والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود ، فإنما هو مستفاد منها وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس ، وقوام العالم ، وبها يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم رفع إليه ما بقي من رسومها ، فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة " (1) .
_________
(1) إعلام الموقعين ( 3 / 14 ، 15 ) .
فهذه الأمور من المهم للداعية أن يتقنها ، وذلك لضمان نجاح دعوته بإذن الله ، ولا يعني هذا بالضرورة أن يكون ملما بكل ما سبق ، فهذا مما لا يحصل إلا نادرا ، بل هناك أشياء يجب وجوبًا عينيا أن يكون محيطا بها ، وهناك أشياء هي من مكملات وظيفته تطلب من مظانها .
عزيز بن فرحان العنزي
إن من أهم الأشياء التي يجب على الداعية الاعتناء بها وضبطها هي القواعد والأصول العامة للدين ، والألفاظ العامة والخاصة الواردة في القرآن والسنة وضبطها ، مثل لفظ : " الظلم والمعصية ، والفسوق ، والفجور ، والموالاة ، والتولي ، والمعاداة ، والركون ، والشرك ، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة التي قد يراد مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة ، وقد يراد بها مطلق الحقيقة ، والأول هو الأصل عند الأصوليين ، والثاني لا يحمل الكلام عليه إلا بقرينة لفظية أو معنوية . . . " (1) .
_________
(1) من كلام العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ضمن مجموع ( الرسائل المفيدة ص 12 ) ( بتصرف يسير )
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض حديثه عن معرفة حد الأسماء التي علق الله تعالى بها الأحكام في الكتاب والسنة : " منها ما يعرف حده ومسماه في الشرع ، فقد بينه الله ورسوله كاسم الصلاة والزكاة ، والكفر والنفاق ، ومنه ما يعرف حده باللغة كالشمس ، والقمر ، والسماء والأرض ، ومنه ما يرجع حده إلى عادة الناس وعرفهم ، فيتنوع بحسب عادتهم كاسم البيع والنكاح ، والقبض والدرهم والدينار ، ونحو ذلك من الأسماء التي لم يحدها الشارع بحد ، ولا لها حد واحد يشترك فيه جميع اللغة " (1) .
فمعرفة دلالات الألفاظ على المعاني ومباحث الألفاظ والدلالة والحقيقة والمجاز المبسوطة في كتب الأصول وتحريها في مرتبة الضرورة للداعية ، وهي تزيد من قيمته ، لأنه بهذا المنهج يستطيع أن يتعامل مع الوقائع والأحداث الفردية والعامة ، والحوادث ، والنوازل ، بكل يسر وسهولة ، ولا خوف عليه ، إنما الذي يخشى عليه من يفقد هذا النوع من الفقه ؛ فإن أحكامه في الغالب تأتي مشلولة أو متناقضة .
______
(1) مجموع الفتاوى ( 19 / 235 )
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " لا بد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ؛ ليتكلم بعلم وعدل ، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ؟ وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات ، وجهل وظلم في الكليات ، فيتولد فساد عظيم " (1) .
ويظهر مما سبق ذكره أن من أكثر المجالات التي يحتاج فيها الداعية إلى ضبط ألفاظها ومصطلحاتها هو المجال الفقهي ؛ ذلك لأن أكثر أحوال الناس وأعمالهم منضبطة بالشرع من الناحية العملية ، لما يترتب عليه من إصدار الفتاوى .
وأيضا مما ينبغي على الداعية التبصر به في هذا الباب المصطلحات العصرية ، والألفاظ الدارجة على ألسنة العامة أو أصحاب الاختصاصات ، وتخريجها على القواعد والأصول المعروفة في كتب الفقه ؛ لأنه لا يمكن أن يكون المرء فقيها بحق إلا بمعرفة هذه الأشياء التي قد تتعلق بالطلاق ، والأيمان ، وفي العقود ، والمعاملات ، والسندات ، والعولمة ، وغيرها كثير .
_________
(1) مجموع الفتاوى ( 19 / 203 ) .
ولذلك يعظم قدر الداعية إلى الله ويشرف بقدر إحاطته بالنصوص الشرعية ، وتتبع أقوال السلف فيها ، وإلمامه بالقواعد والضوابط والأصول العامة للدين ، ومعرفة أقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين لا سيما سلف الأمة ، ومعرفة مقاصد الشريعة ، والمصالح والمفاسد وضبطهما ؛ لأنه يخاطب الناس ، ويتحدث إلى شرائح متنوعة في المجتمعات ، ويتعرض لمواقف كثيرة ، ونوازل ومستجدات عظيمة ، ولذلك تجد الملم بقواعد الدين وأصوله أقرب الناس إلى روح السلف الصالح ، والألصق إلى لغتهم في التعبير ولهجتهم في الخطاب ، فهو يعرف ما حقه التقديم ، وما حقه التأخير ، ويعرف خير الخيرين ، وشر الشرين ؛ فمعرفة الخير من الشر - في الواقع - لا تحتاج إلى إعمال فكر وتعب ، ولا يتميز شخص عاقل بأنه يعرف الخير من الشر ؛ فهذه تدرك بمقدمات العقول قبل أواخرها ، وباستطاعة كل ذي عقل أن يدركها ، فهي من البدهيات ، إنما الذي يحتاج إلى إعمال فكر وتعب هو معرفة خير الخيرين ، وشر الشرين ، وأيهما أحق بالتقديم أو التأخير .
إن اللبيب إذا بدا من جسمه ... مرضان داوى الأكبرا
يقول ابن رجب رحمه الله : " فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة ، وفهم معانيها ، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث ، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق ، والمعارف ، وغير ذلك ، والاجتهاد في تمييز صحيحه من سقيمه أولا ، ثم الاجتهاد على الوقوف على معانيه وتفهمه ثانيا ، وفي ذلك كفاية لمن عقل ، وشُغل لمن بالعلم النافع عُني واشتغل " (1) .
والداعية الذي له صلة بالقواعد والضوابط الشرعية والأصول المرعية التي قعَّدها السلف الصالح - وهم الذين أُمرنا بالاقتداء بهم والسير على طريقهم - في جميع أموره وأحواله ، ويجعلها منطلقا له في دعوته وتوجيهه الناس سيوفق بإذن الله ، وقد أحسن من انتهى إلى ما قد سمع .
_________
(1) فضل علم السلف على الخلف ( ص 150 ) .
قال ابن القيم رحمه الله : " صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده ، بل ما أُعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما ، بل هما ساقا الإسلام ، وقيامه عليهما ، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم ، وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم ، ويصير من المُنْعَم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم ، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أُمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة ؛ وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد ، يميز به بين الصحيح والفاسد ، والحق والباطل ، والهدى والضلال ، والغي والرشاد ، ويمده حسن القصد ، وتحري الحق ، وتقوى الرب في السر والعلانية ، ويقطع مادته اتباع الهوى ، وإيثار الدنيا ، وطلب محمدة الخلق ، وترك التقوى " (1) .
وأيضا عليه الاهتمام بمقاصد الشريعة ، وحِكمها ، ومحاسنها ، فإن الاهتمام بمقاصد الشريعة من أولى ما ينبغي على الداعية الاهتمام به .
_________
(1) إعلام الموقعين (1 / 87 ) .
يقول ابن القيم في أول الفصل الذي عقده في تغير الفتوى واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد ، وأن بناء الشريعة على مصالح العباد في المعاش والمعاد : " هذا فصل عظيم النفع جدا ، وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة ، أوجب من الحرج والمشقة وتكليف ما لا سبيل إليه ما يُعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به ، فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ؛ فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، وعن الرحمة إلى ضدها ، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى العبث ، فليست من الشريعة ، وإن أدخلت فيها بالتأويل .
فالشريعة عدل الله بين عباده ، ورحمته بين خلقه ، وظله في أرضه ، وحكمته الدالة عليه ، وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم ، أتم دلالة وأصدقها ، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون ، وهداه الذي به اهتدى المهتدون ، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل ، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام على سواء السبيل ، فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ، فهي بها الحياة والغذاء ، والدواء والنور ، والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود ، فإنما هو مستفاد منها وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس ، وقوام العالم ، وبها يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم رفع إليه ما بقي من رسومها ، فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة " (1) .
_________
(1) إعلام الموقعين ( 3 / 14 ، 15 ) .
فهذه الأمور من المهم للداعية أن يتقنها ، وذلك لضمان نجاح دعوته بإذن الله ، ولا يعني هذا بالضرورة أن يكون ملما بكل ما سبق ، فهذا مما لا يحصل إلا نادرا ، بل هناك أشياء يجب وجوبًا عينيا أن يكون محيطا بها ، وهناك أشياء هي من مكملات وظيفته تطلب من مظانها .
عزيز بن فرحان العنزي
السبت مايو 07, 2016 12:11 pm من طرف علواني أحمد
» القصر المهجور
السبت مايو 07, 2016 12:09 pm من طرف علواني أحمد
» احتفلنا فهل يحتفلون
الأربعاء سبتمبر 02, 2015 12:57 am من طرف علواني أحمد
» سؤال في النحو
الجمعة أبريل 04, 2014 1:34 pm من طرف المشرف
» مجموعة من المصاحف الكاملة لعدد من القراء بروابط تحميل مباشرة
الثلاثاء نوفمبر 27, 2012 6:26 pm من طرف aboomar
» انصر نبيك يامسلم
الإثنين نوفمبر 19, 2012 2:13 pm من طرف أهل تارمونت
» برنامج حجب المواقع الاباحية مع الشرح (منقول)
الجمعة أغسطس 10, 2012 1:47 am من طرف allal.ali6
» الدين النصيحة
السبت يوليو 28, 2012 9:32 pm من طرف aboomar
» البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم
السبت يوليو 28, 2012 9:27 pm من طرف aboomar